عدد المساهمات : 2326 رتبتك : 2995 معجب بموضيعك : 16 اشتركت : 14/07/2009 مضى من عمري : 29
المزيد عني !
قصة الصابرة المحتسبة موضوع: قصة الصابرة المحتسبة السبت يونيو 05, 2010 10:09 am يقول الطبيب الاستشاري في جراحة القلب والشرايين في إحدى محاضراته القيمة: في إحدى الأيام أجريت عملية جراحية لطفل عمره سنتان ونصف وكان ذلك يوم الثلاثاء, وفي يوم الأربعاء كان الطفل في حيوية وعافية وفي يوم الخميس الساعة (11:15) ولا أنسى هذا الوقت بسبب تلك الصدمة التي وقعت, إذ بإحدى الممرضات تخبرني بأن قلب وتنفس الطفل قد توقفا عن العمل, فذهبت إلى الطفل مسرعاً,وقمت بعملية تدليك للقلب إستمرت (45) دقيقة وطول هذه الفترة لم يكن قلبه يعمل,وبعدها كتب الله لهذا القلب أن يعمل, فحمدناالله تعالى, ثم ذهبت لأخبر أهله بحالته, وكما تعلمون كم هو صعبأن تخبر أهل المريض بحالته إذا كانت سيئة, وهذا من أصعب مايتعرض له الطبيب ولكنه ضروري,فسألت عن والد الطفل فلم أجده لكني وجدت أمه فقلت لها: إن سبب توقف قلب ولدك عن العمل هو نتيجة نزيف في الحنجرة ولا ندري ما هو سببه, وأتوقع أن دماغه قد مات, فماذا تتوقعون أنها قالت؟ هل صرخت؟ هل صاحت؟ هل قالت: أنت السبب؟ لم تقل شيئاً من هذا كله بل قالت: الحمد لله ثم تركتني وذهبت!! بعد عشرة أيام بدأ الطفل في التحرك, فحمدنا الله تعالى واستبشرنا خيراً بأن حالة الدماغ معقولة, وبعد اثني عشر يوماً يتوقف قلبه مرة أخرى بسبب هذا النزيف, فأخذنا في تدليكه لمدة (45) دقيقة ولم يتحرك قلبه. قلت لأمه: هذه المرة لا أمل على ما أعتقد, فقالت: الحمد لله, اللهم إن كان في شفائه خيراً فاشفه يا رب!! وبحمد الله عاد القلب للعمل, ولكن تكرر توقف قلب هذا الطفل بعد ذلك ست مرات إلى أن تمكن أخصائيُ القصبة الهوائية بأمر الله أن يوقف النزيف ويعود قلبه للعمل. ومرت ثلاثة أشهر ونصف والطفل في الإنعاش لا يتحرك,ثم ما إن بدأ بالحركة وإذا يصاب بخراج وصديد عجيب عظيم في رأسه لم أر مثله, فقلنا للأم: بأن ولدك ميت لا محالة, فإن كان قد نجا من توقف قلبه المتكرر فلن ينجو من هذا الخراج, فقالت: الحمد لله ثم تركتني وذهبت. بعد ذلك قمنا بتحويل الحالة فوراً إلى حراحي المخ والأعصاب وتولوا معالجة الصبي, ثم بعد ثلاثة أسابيع بفضل الله شفي الطفل من هذا الخراج, لكنه لا يتحرك وبعد أسبوعين يصاب بتسمم عجيب في الدم وتصل حرارته إلى (41.2) درجة مئوية فقلت للأم: إن دماغ ابنك في خطر شديد لا أمل في نجاته. فقالت بصبر ويقين: الحمد لله, اللهم إن كان في شفائه خيراً فاشفه. بعد أن أخبرت أم هذا الطفل بحالة ولدها الذي كان يرقد على السرير رقم (5) ذهبت للمريض على السرير رقم (6) لمعاينته وإذا بأم هذا المريض تبكي وتصيح وتقول: يا دكتور, يا دكتور ألحقني, يا دكتور: حرارة الولد (37.6) درجة راح يموت راح يموت فقلت لها متعجباً: انظري أم هذا الطفل الراقد على سرير رقم (5) حرارة ولدها (41) درجة وزيادة وهي صابرة وتحمد الله, فقالت أم المريض صاحب السرير رقم (6) عن أم هذا الطفل: (هذه المرأة مو صاحية ولا واعية)؛ فتذكرت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الجميل العظيم (طوبي للغرباء) مجرد كلمتين, لكنهما كلمتان تهزان أمة. لم أر في حياتي طوال عملي لمدة (23) سنة في المستشفيات مثل هذه الأخت الصابرة إلا اثنين فقط. بعد ذلك بفترة توقفت الكلى فقلنا لأم الطفل: لا أمل هذه المرة لن ينجو فقالت بصبر وتوكُل على الله تعالى: الحمد لله, وتركتني ككل مرة وذهبت. دخلنا في الأسبوع الأخير من الشهر الرابع وقد شفي الولد بحمد الله من التسمم, ثم ما إن دخلنا الشهر الخامس إلا ويصاب الطفل بمرض عجيب لم أره في حياتي, التهاب شديد في الغشاء البلوري حول الصدر وقد شمل عظام الصدر وكل المناطق حولها مما اضطرني إلى أن أفتح صدره واضطرُ أن أجعل القلب مكشوفاً, بحيث إذا بدلنا الغيارات ترى القلب ينبض أمامك. عندما وصلت حالة الطفل لهذه المرحلة, قلت للأم: خلاص هذا لا يمكن علاجه بالمرة, لا أمل, لقد تفاقم وضعه؛ فقالت: الحمد لله كدأبها, ولم تقل شيئاً آخر. مضى علينا ستة أشهر ونصف وخرج الطفل من الإنعاش, لا يتكلم, لا يرى, لا يسمع, لا يتحرك, لا يضحك, وصدره مفتوح, ويمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك, ةالأم هي التي تساعد في تبديل الغيارات صابرة ومحتسبة!! هل تعلمون ما حدث بعد ذلك؟ وقبل أن أخبركم, ما تتوقعون من نجاة طفل مر بكل هذه المخاطر والآلام والأمراض, وماذا تتوقعون من هذه الأم الصابرة أن تفعل وولدها أمامها على شفير القبر, ولا تملك من أمرها إلا الدعاء والتضرع لله تعالى. هل تعلمون ماحدث بعد شهرين ونصف للطفل الذي يمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك؟! لقد شفي الصبي تماماً برحمة الله عز وجل جزاءً لهذه الأم الصالحة وهو الآن يسابق أمه على رجليه كأن شيئاً لم يصبه وقد عالد كما كان صحيصاً معافى. لم تنته القصة بعد. ما أبكاني ليس هذا, ما أبكاني هو القادم: بعد خروج الطفل من المستشفى بسنة ونصف يخبرني أحد الإخوة في قسم العمليات بأن رجلاً وزوجته ومعهم ولدان يريدون رؤيتك فقلت: من هم؟ فقال: بأنه لا يعرفهم, فذهبت لرؤيتهم وإذا بهم والد ووالدة الطفل الذي أجريت له العمليات السابقة, مثل الوردة في صحة وعافية, كأن لم يكن به شيء ومعهم أيضاً مولود جديد,فرحبت بهم وسألت الأب ممازحاً عن المولود الجديد الذي تحمله أمه هل هو رقم (13) أو (14) من الأولاد؟ فنظر إلي بابتسامة عجيبة (كأنه يقول لي: والله يا دكتور إنك مسكين) ثم قال لي بعد هذه الإبتسامة: إن هذا هو الولد الثاني وأن الولد الأول الذي أجريت له العمليات السابقة هو أول ولد يأتينا بعد (17) عاماً من العقم وبعد أن رزقنا به, أصيب بهذه الأمراض التي تعرفها. لم أتمالك نفسي وامتلأت عيوني بالدموع وسحبت الرجل لا إرادياً من يديه ثم أدخلته في غرفة عندي وسألته عن زوجته, قلت له: من هي زوجتك هذه التي تصبر كل هذا الصبر على طفلها الذي أتاها بعد (17) عاماً من العقم؟ لابد أن قلبها ليس بوراً, بل هو خصبٌ بلإيمان بالله تعالى. انتبهوا معي يا إخواني ويا أخواتي وخاصة أنتنَّ أيتها الأخوات الفاضلات, فيكفيكن فخراً في هذا الزمان أن تكون هذه المسلمة من بني جلدتكن. لقد قال لي: أنا متزوج من هذه المرأة منذ (19) عاماً, وطول هذه المدة لم تترك قيام الليل إلا بعذر شرعي, وما شهدت عليها غيبة ولا نميمة ولا كذب, وإذا خرجتُ من المنزل أو رجعت إليه تفتح لي الباب وتدعو لي وتستقبلني وترحب بي وتقوم بأعمالها بكل حب ورعاية وأخلاق وحنان. ويكمل الرجل حديثه ويقول: يا دكتور, لا أستطيع بكل هذه الأخلاق والحنان الذي تعاملني به زوجتي أن أفتح عيني فيها حياءً منها وخجلاً؛ فقلت له: ومثلها يستحق ذلك بالفعل منك.
|
|
عدد المساهمات : 3275 رتبتك : 5105 معجب بموضيعك : 16 اشتركت : 09/04/2008 مضى من عمري : 47
المزيد عني !
قصة الصابرة المحتسبة موضوع: رد: قصة الصابرة المحتسبة الجمعة يونيو 11, 2010 5:48 pmقصة رائعة جزاكى الله خيرا عليها مؤثرررررررة |
|
عدد المساهمات : 167 رتبتك : 216 معجب بموضيعك : 0 اشتركت : 30/07/2010 مضى من عمري : 28
المزيد عني !
قصة الصابرة المحتسبة موضوع: رد: قصة الصابرة المحتسبة الأربعاء أغسطس 11, 2010 4:38 pmهالقصه مؤثره كتير سلمت يمناك اختي بنت غزه يا اصيله ف.المسلمه |
|